رسالة من نزار قباني إلى علي السيستاني
في الأمس القريب وبعد أن كان صدام يذيق شعبه مرارات الذل والهوان وبألوان العبودية والإذلال والتعسف وكذلك باقي الحكام العرب من أقصى الوطن العربي إلى أقصاه أهدى الشاعر والأديب نزار قباني قصيدة إلى هذا النموذج العربي من الحكام العملاء واسماها (سياف عربي) وأنا بدوري انقل هذه القصيدة الرائعة مع شيء من التصرف علي اصف ما يدور في ساحة العراق بعد صدام وربما تكون كلمات الشاعر الأصلية ابلغ لكني أردت أن أوضحها أكثر لأهديها إلى قادة العراق الجدد وأسميتها (رسالة من نزار قباني إلى علي السيستاني)
بعد أن أهدى العراق وشعبه إلى أسياده الأمريكان والصهاينة والعجم وعلى طبق من ذهب وبعد أن أذل الرجال وزنا بالنساء وأباح كل خيرات العراق وأموال الإمام لغير العراق والعراقيين ولدول الجوار وبعد أن ذبحت الكرامات وانتهكت الأعراض وبعد أن غرر بالشعب وقاده إلى القتل والدمار والطائفية المقيتة وبعد و بعد.....
أيها الناس
اسمعوني..
لقد أصبحت مرجعا أعلى لكم فقلدوني..
وا**روا أصنامكم بعد ضلال واعبدوني..
إنني لا أتجلى دائما
فاجلسوا فوق الرصيف المقر نص,كي تبصروني
اتركوا أطفالكم من غير خبز
واتركوا شبابكم من غير تعيين
واتركوا نسوانكم من غير بعل ..واتبعوني
احمدوا الله على نعمته
فقد أرسلني كي انصر المذهب
والمذهب لن ينصر دوني
إنني يوسف في الحسن
ولم يخلق الخالق شعرا أشيبا مثل شعري
وجبينا نبويا كجبيني
وعيونا ناعسات نائمات كعيوني
فصلوا دائما كي لا يوقض الله عيوني
أيها الناس
أنا مجنون ليلى
أنا مسؤول الحوزة
فابعثوا زوجاتكم يدرسن ويحملن مني
وابعثوا أزواجكم كي يشكروني
شرف أن تدرسوا فقهي
شرف أن تأخذوا علمي وجنسي
شرف أن تشبهوني
فانا حادثة ما حدثت في الحوزات
منذ آلاف القرون
أيها الناس
أنا الأول و الاعدل و الاورع
والأجمل من بين جميع العالمين
وأنا بدر الدجى,وضياء الصالحين
وأنا مؤلف فقه الزنا ومنهاج الطالحين
من ترى يقلد بعدي هؤلاء الطيبين المغفلين
ومن ترى يبرئ الذمة بعدي
ومن يحي العظام الميتين؟
من ترى يخرج من عباءته ضوء القمر؟
من ترى يرسل للناس الفقر ؟
من ترى يرشدهم من ينتخبوا؟
من ترى يصليهم حر سقر؟
من ترى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر؟
ويموتوا كالبقر؟
كلما فكرت أن اتركهم
فاضت دموعي كغمامه
وتوكلت على الله
وقررت أن اركب الشيعة ..
من ألان إلى يوم القيامة..
أيها الناس
أنا أملككم
كما املك خيلي..وعبيدي
وأنا امشي عليكم كما امشي عل سجاد قصري
فاسجدوا لي في قيامي
واسجدوا لي في قعودي
أو لم اعثر عليكم ذات يوم
بين أوراق جدودي
حاذروا أن تقرءوا أي كتاب
فان أقراء عنكم
حاذروا أن تكتبوا أي خطاب
فانا اكتب عنكم
حاذروا أن تسمعوا صوتا غير صوتي
فانا بنواياكم عليم
حاذروا أن تدخلوا القبر بلا إذني
فهذا عندنا إثم عظيم
وألزموا الصمت إذا كلمتكم
فكلامي هو قران كريم
أيها الناس
أنا مهديكم فانتظروني
ودمي ينبض من قلب الدوالي,فأشربوني
أوقفوا كل الأناشيد التي ينشدها الأطفال
في حب الوطن
فانا صرت الوطن
إنني الواحد والخالد ما بين جميع الكائنات
وأنا المخزون اسمي في كل الروايات
والقصائد الخالدات
ارفعوا في الميادين تصاويري
وغطوني بغيوم الكلمات
واخطبوا لي اصغر الزوجات سنا
فانا لست شيخ
جسدي ليس يشيخ
وفتاواي ليست تشيخ
وطابوري الخامس في مملكتي ليس يشيخ
أيها الناس
أنا الدجال إن انزع قناعي تعرفوني
وأنا ابن عمبسة جئتكم
بمعتمدي ووكلائي وشجوني
لا تضيقوا -أيها الناس- بسكوتي
فانا لا أتكلم كي لا تحرجوني
وأنا أبلعكم
كي لا تبلعوني
وأنا أدفنكم أحياء في قبر جماعي
كي لا تدفنوني
أيها الناس
اشتروا لي صحفا ومجلات تكتب عني
إنها معروضة مثل البغايا في الشوارع
ومدادا ومطابع
وفضائيات ..وحسينيات وجوامع
كل شيء يشترى في عصرنا ..حتى الأصابع
اشتروا كتب الفكر..وخلوها باسمي
واطبخوا لي شعراء
واجعلوهم بين أطباق طعامي
أنا أمي..وعندي عقدة مما يقول العلماء
فاشتروا لي خطباء يتولون كلامي
واجعلوني نجم كل الأغلفة
فنجوم الرقص والمسرح ليسوا أجمل مني
فانا بأموال الإمام والخمس اشتري ما أريد
اشتري ديوان بشار ابن برد
وشفاه المتنبي..وأناشيد لبيد
فالملايين التي في بيت مال المسلمين
هي ميراث قديم لأبي
فخذوا من ذهبي
واكتبوا في أمهات الكتب
إن عصري عصر هارون الرشيد
يا جماهير بلادي
يا جماهير الأقاليم العراقية
إنني روح نقي جاءكم يغسلكم من غبار الوطنية الجاهلية
ويلبسكم ثياب الفدرالية
سجلوا صوتي على أشرطة
إن صوتي اخضر الإيقاع كالنافورة الأندلسية
صوروني باسما مثل الجو كندا
ووديعا مثل وجه المدلية
صوروني
وانأ افترس العلم بأسناني
وامتص دماء الاعلمية
صوروني
بوقاري ..وجلالي
وعصاي السحرية
صوروني
عندما اصنع الأزمات
وعندما أحلها
صوروني
عندما أحملكم فوق أكتافي إلى الدار الأبدية
يا جماهير الأقاليم العراقية
الرئيسية 
