السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل انت راضي عن الله تعالى؟بما يمتلئ قلبك !بالرضاء ام بالسخط؟
إن الطموح وتحسين الإنسان مستوى معيشته هو المطلوب ،لكن السخط على قضاء الله وقدره عزوجل هو المنهى عنه؛لأن الله هوالمتصرف المدبر لهذا الكون بحكمته وقدرته وهو يَسأل ولايُسأل ،يَخلق ولايُخلق،يَقدر ولايُقدر عليه وهو لا يأتى إلا بما فيه خير لمن عبده واطاعه ورضي بقضائه وحمده عليه
فإذا كان الانسان غير راضي عما قسمه الله له فليتأمل هذا الحديث العظيم العبره؛عن سلمة بن عبيد الله بن محصن الخطمى عن ابيه وكانت له صحبه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من أصبح منكم آمناً فى سربه ،معافى فى جسده ،عنده قوت يومه ،فكأنما حيزت له الدنيا)راوه الترميذرى.
فإن الله سبحانه وتعالى قبل ان يخلق الخلق قدر لهم أقواتهم وأرزاقهم حتى يوم القيامه......فتبارك الله اللطيف الخبير.
هيا بنا نذق طعم الإيمان!!!
عن العباس بن عبد المطلب:انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((ذاق طعم الإيمان من رضي با الله رباً وبالإسلام ديناً.وبمحمد رسولاً))
ان كل من رضي بما قسمه الله فإنه يذوق طعم الإيمان وحلاوته والرضا الحقيقى هو رضا القلب لا اللسان
ان من يرضى يستريح ومن لايرضى فى الدنيا لايرضى يوم القيامه يقول ابن القيم:(الرضا باب الله الأعظم،ومستراح العابدين،وجنة الدنيا،من لم يدخله فى الدنيا ،لم يتذوقه فى الآخره.
عن ثوبان رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من قال حين يمسي :رضيت بالله رباً،وبالإسلام ديناً وبمحمد نبيا،كان حقا على الله ان يرضيه)
فياليتنا لانغفل عن هذا الذكر الذى يكرر صباحا ومساء،وعند الأذان،وكأنه دواء لمن مات فى قلبه الرضا بقضاء الله وقدره فاليكرر هذا الذكر دائما حتى يرضى القلب رضائاً حقيقياً فيذوق طعم الإيمان ويرضى الله عنه
من علامات الرضا :
1_ترك الاختيار قبل القضاء وتفويض الأمر لله عزوجل ويكون ذلك بصلاة الإستخاره
2_دوام محبة الله فى القلب عند وقوع البلاء عن مصعب بن سعد عن ابيه قال قلت :يارسول الله ،اى الناس اشد بلاءً؟قال :الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل؛فيبتلى الرجل على حسب دينه ؛فإن كان دينه صلبا أشتدبلاؤه،وإن كان فى دينه رقة ابتلى على حسب دينه،فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ماعليه خطيئه)
من ثمرات الرضا:
رضا الله عزوجل فى الدنيا. عن النبى صلى الله عليه قال:(إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ،وان الله إذا أحب قوماً ابتلاهم،فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط)
راحة البدن والعقل ونيل الحمد عند الله .
رضا الله فى الآخره والنظر الى وجهه الكريم:عن ابى سعيد الخدرى قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(إن الله تبارك وتعالى _يقول لأهل الجنه:يا أهل الجنه!!فيقولون :لبيك ربنا وسعديك .فيقول :هل رضيتم ؟!فيقولون :ومالنا لانرضى وقد أعطيتنا مالم تُعط أحداًمن خلقك؟!فيقول:أنا أعطيكم افضل من ذلك !!قالوا:يارب،وأى شئي أفضل من ذلك ؟!فيقول :أحل عليكم رضواني ،فلا أسخط عليكم بعده أبداً)
إن رضوان الله أكبر من الجنه أكبر من الأنهار من الحور العين أكبر من كل شئ إنه باب الله الأعظم وجنة الدنيا وهو فى الآخرة أعظم من الجنة نفسها.
اللهم ،إنا نسألك الرضا بعد القضاء إنك على كل شئ قدير .وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.