| لا تحزن ان الله معنا | |
|
+6سنفورة حديثه سبع النهار The prince نواعير الفرات نور الشمس اسدحديثه 10 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
اسدحديثه عضو فضي
الجنس :
عدد المساهمات : 434
النقاط : 206
شكر العضو : 4
سـجل فــــي : 18/08/2010
| موضوع: لا تحزن ان الله معنا الخميس سبتمبر 29, 2011 5:46 pm | |
| ~لا تحزن إن الله معنا~
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وبعد فاعلم وفقك الله لكل خير انه قد طلبنا أولياء الطاغوت في أواخر شهر رجب من هذه السنة نحن وبعض إخواننا الموحدين فمنهم من اعتقلوه، ومنهم من لم يظفروا به فتركوا له أمراً عند أهله يتضمن مجيئه إليهم، وانه قد حصل خلافاً يسيراً بين هؤلاء الاخوة المطلوبين، في حكم الاستجابة لطلب هؤلاء الكفار. فمنهم؛ من رأى الاستجابة لطلب هؤلاء الكفار. ومنهم؛ من رأى عدم الاستجابة، وهؤلاء انقسموا إلى طائفتين طائفة قالت لا نذهب إليهم بأنفسنا ولا نستجيب لطلبهم وأمرهم إلا أن نتبين أن الأمر ليس فيه فتنة أو نعتقل كرهاً. وطائفة قالت؛ لا نستجيب لطلبهم أبدا، ولو داهمونا دفعنا عن أنفسنا وقاتلناهم حتى ننجوا أو نقتل. فأحببت - حرصاً على إخواني - أن أحرر هذه المسالة بالدليل الشرعي ليظهر لي ولإخواني الحق فيه. فأقول سائلاً المولى التوفيق والسداد...
أولا في بيان مشروعية وجواز الفرار من الكفار والاختفاء منهم حال الاستضعاف روى البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان "باب: من الدين الفرار من الفتن"، عن أبي سعيد الخدري أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال، ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن). وروى أيضاً في كتاب الفتن "باب: تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم"، عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي، من تشرَّف لها تستشرفه، فمن وجد منها ملجأ أو معاذا فليعذ به). ففي هذه الأحاديث فائدة جليلة عظيمة وهي مشروعية الفرار من الفتنة وعدم المشي أو السعي إليها. وفيها أن ذلك من الدين والإيمان، وليس من الجبن والخور كما يظن كثير من الناس. وكيف يكون الفرار من الفتن أو الاستخفاء منها من الجبن والخور وهو ديدن الأنبياء والصالحين في زمن الاستضعاف. فهذا خاتم الأنبياء، والمرسلين بعد أن أعلن وصدع بدعوته وأظهر كفره وبراءته من الكفار وآلهتهم الباطلة، يستخفي حيناً هو وطائفة من أصحابه، بعد أن تسلط الكفار عليهم وآذوا بعضهم. وفي البخاري قصة إسلام أبي ذر وخبره مع علي وطريقة توصيله أبا ذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وما يدل على هذا. ومن ذلك ما رواه الإمام أحمد [3/322 – 339] في مسنده وغيرهما عن جابر في أمر بيعة العقبة وفيه قوله (حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام)؛ ثم ائتمروا جميعاً، فقلنا: (حتى متى نترك رسول الله صلى الله عليه وسلم يُطرد في جبال مكة ويخاف؟) فرحل إليه منا سبعون رجل قدموا عليه في الموسم فواعدناه في شعب العقبة، فاجتمعنا عليه من رجل ورجلين حتى توافينا... إلى آخر الحديث). وفي البخاري عن عبد الله بن مسعود قال (بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار، إذ نزلت عليه {والمرسلات} فإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه، وأن فاه لرطب بها، إذ وثبت علينا حية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اقتلوها" فابتدرناها فذهبت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وُقيت شركم كما وقيتم شرها"). وأمثال هذا كثير. وقد قال الله تبارك وتعالى: {إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم}. وفي خبر الهجرة عبرة في ذلك. وهذا نبي الله موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام يقول الله تبارك وتعالى: {وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين * فخرج منها خائفاً يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين}. فإن قيل: كان ذلك قبل نبوته؟ قلنا: فلم ينكره موسى عليه السلام بعد نبوته، بل صححه وصوبه كما أخبر الله تعالى عنه في قوله: {ففرت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين}. وقد قال تعالى عنه بعد ذلك {وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين}. ففي ذلك استخفاءهم وصلاتهم في بيوتهم، ولسيد قطب حول هذه الآية كلاماً طيباً يراجع في "الظلال" [ص 1816]. والفتية أصحاب الكهف بعد أن صدعوا بتوحيدهم وهددهم قومهم وتوعدوهم أووا إلى الكهف، كما اخبر تعالى: {وإذا اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأوا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا}. وقال سبحانه وتعالى عنهم {قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بروقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا * إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم او يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا}. وهكذا غيرهم من الصالحين حال استضعافهم، فلو تتبعت أخبار التابعين من سلف هذه الأمة لو جدت من ذلك أمثلة كثيرة. وأكتفي بالتمثيل بثلاثة قال فيهم ابن الجوزي في مقدمة كتابه "مناقب الإمام أحمد بن حنبل": (غير أني تبحثت عن نائلي مرتبة الكمال في الأمرين أعني - العلم والعمل - من التابعين ومن بعدهم فلم أجد من تم له الأمران على الغاية التي لا يخدش وجه كمالها نوع نقص، سوى ثلاثة أشخاص: الحسن البصري، وسفيان الثوري، وأحمد بن حنبل) أهـ [ص5]. أما الحسن البصري فقد خرج - وقيل أُخرج - مع من خرجوا على الحجاج زمن فتنة عبد الرحمن بن الأشعث(1)، حيث خرج ابن الأشعث وخرج معه طائفة من القراء والفقهاء ثورة على جور وعسف الحجاج، وبعد هزيمة ابن الأشعث بقي الحسن البصري متوارياً من الحجاج لدرجة أن ابنة له ماتت فلم يقدر على الخروج عليها، فأناب ابن سرين بذلك(2). أما سفيان الثوري فخرج هارباً إلى البصرة لما عرض عليه الخليفة المهدي منصباً، وهو الذي يقول: (ليس أخاف إهانتهم، إنما أخاف كرامتهم، فلا أرى سيئتهم سيئة، لم أرى للسلطان مثلاً إلا مثلاً ضرب على لسان الثعلب، قال، عرفت للكلب نيفاً وسبعين دستاناً(3) ليس منها دستان خيرا من أن لا أرى الكلب ولا يراني)(4). أما الإمام احمد؛ فقد اختفى أيام الواثق وذلك بعد أن صدع بعقيدته في القرآن وابتلي في ذلك بلاء عظيماً، فاختفى بقية حياة الواثق فما زال يتنقل في الأماكن ثم عاد إلى منزله بعد أشهر فاختفى فيه إلى ان مات الواثق. وقال إبراهيم بن هاني: (اختفى عندي أحمد بن حنبل ثلاثة أيام، ثم قال أطلب لي موضعاً حتى أتحول إليه. قلت: لا آمن عليك يا أبا عبد الله. فقال: إفعل! فإذا فعلت أفدتك، وطلبت له موضعاً فلما خرج قال لي: اختفى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ثلاثة أيام ثم تحول، ليس ينبغي أن يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم في الرخاء ويترك في الشدة) أهـ(5). وفي رواية حنبل في شأن اختفاء الإمام أحمد في حياة الواثق، قال: (فلم يزل أبو عبد الله مختفياً في القرب، ثم عاد إلى منزله بعد أشهر أو سنة لما طُفئ خبره ولم يزل في البيت مختفياً لا يخرج إلى الصلاة ولا غيرها حتى هلك الواثق). فإذا ما صدع المرء بدعوته على هدي الأنبياء فتبرأ من الشرك والمشركين، ثم طلبوه حال استضعافه وقلة حيلته وأنصاره فلا يعيبه أن يفر منهم أو يستخفي، لأن هذا من حال الأنبياء والصالحين وطريقتهم حال الاستضعاف كما رأيت.
ثانياً في حكم الفرار من الكفار حال الاستضعاف هل هو على الوجوب أم الاستحباب أم ماذا؟ إذا تقرر ما سبق وعرفت مشروعية الفرار من الكفار حال الاستضعاف بقي أن تعرف حكمه، فنقول وبالله التوفيق: إن ذلك يرجع إلى حال الطالب والمطلوب. فإذا كان المطلوب ذا جاه أو عشيرة أو منعة ويعرف أو يترجح لديه أنه لن يُذل أو يُفتن بذهابه إليهم، جاز له ذلك، بل ربما استحب إذا كان قادراً على أن يظهر دينه بين ظهرانيهم ويسمعهم ما يكرهون من التوحيد وعيب آلهتهم ومعبوداتهم والبراءة من باطلهم وشركياتهم. اما إن كان المطلوب ضعيفاً وترجح له أنهم سيذلونه أو يفتنونه أو يسمعونه من الكفر البواح والشرك الصراح ما لا يقدر على رده بل ربما أظهر إقراره له ورضاه به تقية بعد أن ذهب إليهم برجليه مختاراً، فمثل هذا لا يحل له الذهاب إليهم مختاراً بغير اعتقال أبداً. لأنه مشيٌ وسعيٌ بالرجلين إلى الفتنة وقد تقدم النهي عن ذلك في الأحاديث المتقدمة، وللمطلوب في هذه الحالة أسوة حسنة في الأنبياء والصالحين وأتباعهم من الصالحين الذين كانوا يفرون بدينهم من الكفار. وفي هجرة المهاجرين الأولين إلى الحبشة عبرة لهذا. لأنه قد هاجر إليها من خاف وخشي أذى المشركين وفتنتهم أما أشراف الناس كأبي بكر وعمر ونحوهم فإنهم لم يهاجروا حتى أمروا بالهجرة إلى المدينة. ولا يقال أن المطلوب في هذه الحالة يكون مكرهاً فيجوز له الاستجابة لهم والذهاب ومن ثم يستعمل التقية عندهم، كما قد حصل مع كثير ممن ذهبوا إلى أولياء الطاغوت باختيارهم لما سئلوا عنا وعن دروسنا حيث قال بعضهم: "لو نعلم أن دروس أبي محمد تخل بأمن النظام أو شيئاً نحو هذا لكنا أول من يبلغ عنه"، فهذا إظهار للموالاة لهم، ولمعاداة من يخل بأمن النظام الكافر، من غير ضرورة ولا إكراه. فإن قيل؛ قد كنا حين قلنا ذاك بين أيديهم وفي سلطانهم؟ قيل: لكنكم قد ذهبتم ودخلتم أنتم بأنفسكم بين أيديهم وفي سلطانهم بادئ الأمر مختارين غير معتقلين ولا مكرهين. ولذلك ما أشبه حال هؤلاء - أعني من أظهر مشايعة الكفار والرضى الظاهر عن كفرهم وشركهم ثم تعذر بالتقية والإكراه مع أنه كان قادراً قبل ذلك على الهجرة والفرار، أقول ما أشبههم بحال من أسلم بمكة ولم يهاجر ويلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مشحة بالمسكن أو الزوجة أو الوطن، حتى إذا كان يوم الفرقان يوم التقى الجمعان أخرجهم المشركون كرهاً وجعلوهم في مقدمة الصفوف، فكان المسلمون إذا ما رمى بعضهم بالسهم وقع في أحدهم فيقولون قتلنا إخواننا، فانزل الله تبارك وتعالى قوله: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا}، فلماذا لم يعذر الله عز وجل هؤلاء مع أنهم تعذروا بالاستضعاف وأخرجوا في صفوف الكفار مكرهين،؟! الجواب: لأنهم لم يكونوا مكرهين حين جلسوا بين ظهرانيهم بادي الأمر، بل كانوا قادرين على الفرار والهجرة أول مرة، فلما قصروا في ذلك لم يعذروا بتسلط المشركين عليهم واستضعافهم بعد ذلك، لأنهم كانوا سبباً في ذلك الاستضعاف والتسلط. يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في رسالة "حكم موالاة أهل الإشراك" المعروفة عند أهل نجد بـ "الدلائل"، لأنه ذكر فيها أكثر من عشرين دليلاً على كفر من تولى أهل الشرك، قال عن الآية السابقة: (فإن قال قائل: هل كان الإكراه على الخروج عذراً للذين قتلوا يوم بدر؟ قيل لا يكون عذراً لأنهم أول الأمر لم يكونوا معذورين إذ أقاموا مع الكفار، فلا يعذرون بعد ذلك بالإكراه، لأنهم السبب في ذلك، حيث أقاموا معهم وتركوا الهجرة) أهـ. فليتأمل العاقل هذا وليفهمه وليعلم أنه إن عرف من نفسه ضعفاً وأنه لن يقدر على إظهار دينه بين يدي الكفار، بل على العكس سوف يظهر توليهم ورضاه عن كفرهم وشركهم وباطلهم، فلا يحل له في هذه الحالة أن يذهب إليهم حين يطلبوه مختاراً أبداً، إلا أن يقهروه فيعتقلوه هم فإن أكرهوه بعد ذلك على شيء من الكفر الإكراه الشرعي المعروف عند أهل العلم بحده وشرطه، فذلك هو المعذور(7)، أما أن يسعى ويمشي إلى الفتنة برجليه ثم يدعى إلى الدخول فيها فيدخلها مختاراً ثم يتعذر بالإكراه، وليس ثم إكراه، فليحذر مثل هذا من غضب الله، إذ قد قال الله تبارك تعالى بعد أن نهى عن موالاة الكافرين ثم استثنى من يقع تحت الإكراه فيتقي منهم تقاة،قال تبارك وتعالى: {ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير}. ثم للغرض الذي طلب من أجله الموحد اعتبار في هذا أيضاً. فلا يعقل إذا ما طلب الموحد لأمر عابر ليس فيه إذلال ولا فتنة ولا سماع لكفر أن يفر أو يقاتل أو نحو ذلك، وكذا لو طلب لأداء شهادة حق ترفع فيها مظلمة أو يرد بها حق لصاحبه وليس ثم ذل ولا وقوع في الكفر، فإنه قد يتوجب عليه ذلك في بعض هذه الأحوال إن كان الأمر متعلقاً به وليس ثم شاهد سواه أو نحو ذلك فلا بد من التفصيل واعتبار هذه المسائل. وكذا حال الطالب فإنه معتبر أيضاً، وإن كان كلامنا في الكفار وأوليائهم، فإن من الكفار من قد يعرف بأنه يكره الظلم، كما جاء في وصف النجاشي وهو على نصرانية وذلك قبل أن يسلم، وهذا ما دعى الصحابة لما كانوا في أرضه وجاء مبعوثا قريش عبد الله بن أبي ربيعة بن مغيرة وعمرو بن العاص لردهم إلى مكة، فطلبهم النجاشي لينظر في حالهم وهل يسلمهم إلى قريش أو يبقيهم في أرضه، أقول: إن مما دعى الصحابة أن يستجيبوا لطلبه ويأتوه مختارين مع أن هناك سعة ومجالاً للفرار كونهم قد ترجح في ظنهم أنه لا يظلمهم، وراجع في خبرهم وقصتهم التي روتها أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجها الإمام أحمد بسند جيد [1/201، 5/290] وفيها قول جعفر رضي الله عنه عن قريش: (فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلدك، وإخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك). ولو كان فعلهم هذا خطأ أو منكراً لما سكت عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولما أقره بل لأنكره، فقد جاء في وصفه صلى الله عليه وسلم أنه؛ {يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث}. إذا تقرر هذا فإذا غلب على ظن المطلوب أن الكافر الذي طلبه لن يظلمه أو يفتنه جاز له أن يستجيب ويذهب إليه خوفاً أو حذراً من تصعيد الأمور أو تضخيمها، ومثل هذا موجود في كثير من الدول التي تتمسح بالحرية وحقوق الإنسان والديموقراطية ونحوها من مناهج الكفر المعاصرة، وليس هذا تأيداً أو تحاكماً لهذه المناهج والأنظمة والأفكار، لكن هو الاستفادة أو الانتفاع من أجوائها المفروضة والموجودة جبراً، وهو كالاستفادة من العصبية القبلية أو العشائرية إذا ما فزع أهلها لنجدة موحد من قبيلتهم والقبيلة على الكفر، فمثل هذا؛ أي كون العصبية القبلية الجاهلية تنصر أخاها وهي لا تؤيد عقيدته لا يضر الموحد ولا يخدش في توحيده؛ أو يعتبر تأييداً للجاهلية أو تحاكماً لها!! بدليل ان الله تبارك وتعالى إمتن على النبي صلى الله عليه وسلم بإيوائه إلى عمه الكافر ونصرة عمه له فقال سبحانه وتعالى: {ألم يجدك يتيماً فآوى}، أي آواك إلى عمك الكافر، ومثله رهط شعيب الذين كانوا مانعاً دونه والكفار قال تبارك وتعالى مخبراً عن أعداء نبيه: {ولولا رهطك لرجمناك} وقد كانوا كفاراً، وكذلك ولي نبي الله صالح عليه السلام الذي كان الكفار يحاذرونه: {قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون}. فكون المرء يعلم أو يغلب على ظنه أن الكافر الذي يطلبه عليه من الموانع القانونية أو العرفية أو العصبية أو الجاهلية ما يمنعه من ظلمه أو فتنته فهذا مسوغ للذهاب إليه إن خاف فتنة أكبر أو تصعيداً للأمور، والله تعالى أعلم، وتبقى الاستشارة والاستخارة في هذه الأبواب محمودة ممدوحة... بخلاف ما لو غلب على ظن الموحد أن الكافر قاتله إن ذهب إليه أو آسره فساجنه سجناً طويلاً أو مؤبداً فهذا محرم لأنه إلقاء بالنفس إلى التهلكة، وقد قال تبارك تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}(8). أو غلب على ظنه أنه فاتنه، فقد تقدم النهي على المشي والسعي إلى الفتنة. وكذا إذا علم انه ظالمه فلا يذهب إلى ظالمه، إلا ان يخاف ظلماً ومنكرا أكبر. وكذا إذا عرف أنه مسمعه الكفر والشرك والباطل وأن المطلوب لن يقدر على الدفع والرد أو إظهار الدين، فقد حرم الله تبارك وتعالى القعود في هذا حاله، فكيف يجوز أن يمشي إليه ويسعى برجليه مختاراً، قال سبحانه وتعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً}. فلا يذهب مختاراً ليقعد في مجلس هذا حاله وقد علم من نفسه أنه لا يستطيع الإنكار ساعتها ولا المفارقة، بخلاف ما لو علم من نفسه انه قادر على الإنكار وإظهار دينه ومعتقده وأمن الفتنة والقتل ونحوه. هذا عن الذهاب إلى الكافر، أما إن أحاط به الكفار من كل جانب ولا مجال للفرار، ولا يعرف الموحد ما هم فاعلون به، فله ان يجتهد على حسب غلبة ظنه، إما ان يستأسر إن ظن انه قد ينجو، أو يقاتل حتى ينجو أو يقتل، إن ظن أو ترجح في ظنه أنهم غادرون به، ويدل على مشروعيته هذا وذاك في مثل هذه الحالة، ما رواه البخاري "باب هل يستأسر الرجل؟ ومن لم يستأسر" [6/165]، من حديث أبي هريرة في قضية العشرة الذين بعثهم الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الرجيع فأحاط بهم مائتي رجل كلهم رام ثم أعطوهم العهد ان لا يقتلوا منهم أحد، فمن الصحابة من لم يرض النزول في ذمة كافر مخافة الغدر فقتلوه، ومنهم من استأسر فغدروا به بعد ذلك ومن هؤلاء خبيب رضي الله عنه وفي الخبر قصته، ومع هذا لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطأ أحداً منهم في اجتهاده، لأن المقام مقام إحاطة بهم وليس من مجال للفرار أو الغلبة. والله تعالى أعلم
ثالثاً بيان أن عدم ذهاب الموحد إلى الكافر وعدم استجابته لطلبهم لا يعني المواجهة المسلحة على كل حال فالكلام على الموحد حال استضعافه وقلة حيلته، وهذه حال لا يلزم فيها القتال والمواجهة، نعم نحن نعتقد بأن هناك نصوص عامة تدل على مشروعية قتال أو جهاد الواحد لوحده أو مع بعض إخوانه للكفار، وذلك جائر عندنا ومشروع ولو عدم الإمام، وهو أمر فصلناه وبيناه في رسالتنا "نزع الحسام"، لكن ميزان المفاسد والمصالح الشرعية معتبر في هذا الباب. والعمل إذا ترتب عليه مفسدة أو منكر أعظم فإنه غير مشروع. والمواجهة التي تحقق مصلحة عظيمة وحقيقية للإسلام والمسلمين تحتاج إلى إعداد جاد ولا تكون ردة فعل يجرنا إليها الكفار وهم الذين يحددون ساعتها، إذ ينبغي على المسلم الفطن الكيس أن يعمل من خلال خطته وإعداده، لا أن يستدرج ويدفع للعمل من خلال خطة العدو وترتيبه، هذا إن كان الموحد ممن يروم نصراً حقيقياً كبيراً للإسلام ويعد لمعركة حاسمة مع الطاغوت، وكذلك إن كان ممن يرى الجهاد والقتال كعمليات اغتيال لرؤوس الكفر وأوليائه، فإن مثل هذا ينبغي أن يضرب ضربات مركزة ومخططاً لها إن كان قصده إنزال اكبر نكاية في أعداء الله، وعلى هذا فهو أيضاً لا ينبغي أن يجر للمواجهة العشوائية من خلال استفزازات العدو. ومن استدل بقصة أبي بصير وقتاله للكفار هو وعصابة قليلة من المؤمنين المستضعفين الفارين من قريش؛ فينبغي أن يراعي الصورة التي استدل بها حق المراعاة إن كان طالب حق، فإن أبا بصير وقتاله وإغارته على قوافل قريش لم تكن تنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا كان يتحمل مسؤوليتها ولا تبعاتها، لأن القوم لم يكونوا محسوبين عند الكفار في ولاية الجماعة المسلمة، فكانت أعمالهم لا تؤثر سلباً أو تجر مفسدة أو ضررا على الجماعة المسلمة أو قل على الدعوة إن شئت، فإن كان المستدل بها يراعي هذا في المفاسد والمصالح، فاستدلاله صحيح وعمله مشروع، ولذلك لما قتل أبو بصير الرجل العامري وهو أحد الرجلين الذين أرجعه الرسول صلى الله عليه وسلم معهما إلى قريش، لم تطالب قريش بديته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أنكرت عليه ذلك أو أثر في العهد شيئاً، لأن أبا بصير لم يكن آنذاك تحسب أعماله أو تنسب إلى الجماعة المسلمة لأنه لم يكن بعد قد دخل تحت ولايتهم وحكمها، ولذلك لم يلزمه العهد المبرم بينها وبين قريش، فلتفقه هذا جيداً، فإن الأعمال العشوائية الغير مرتبطة بدليل شرعي تؤدي إلى الهلاك. فإن قيل: (يشرع دفع الصائل وهذا من جنسه)؟ قلنا: نعم إن تحقق أن صائلاً يريد قتلك أو فتنتك أو الإضرار بك ضرراً مبرحاً، فعند ذلك لا مجال للاختيار والترجيح إلا الفرار أو الدفع عن النفس حسب الطاقة والإمكان. لكن ينبغي التنبه إلى أنه ليس كل طلب من الكفار أو أوليائهم يكون حاله حال الصائل الذي يريد قتلك أو فتنتك، فالأصل وضع الأحوال بأحجامها الحقيقية ووزنها بالميزان الشرعي، وعدم الانجرار والانسياق وراء الحماس والعاطفة الغير مضبوطة بميزان الشرع والمرء أعلم بأحواله وأحوال دعوته وإخوانه، فليتلطف وليشاور إخوانه وليستخير ربه، فما خاب من استشار ولا ندم من استخار. وأخيراً: فلا تعارض بين هذا الذي قررناه ها هنا وبين قول الله تعالى في سورة الأحزاب: {قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا}، فقد عرفت أن كلامنا عن فرار المؤمن من الكفار أو استخفائه حال ضعفه وعدم إعداده،إن طلبه الطاغوت أو أولياءه، أما الآية فتتكلم عن القتال حين يتعين الجهاد ويفرض القتال فتلتقي الصفوف، فإن الفرار ساعتها من الزحف من كبائر الذنوب، وقد نزلت الآية في المنافقين الذين كانوا يستأذنون النبي عليه الصلاة والسلام في ترك القتال بغزوة الأحزاب ساعة إحاطة الأحزاب بالمدينة والتقاء الصفين، {يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا...}.
خاتمة {فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} في الترغيب بالثبات على الحق والحث على الصدع به وعدم الخوف من أولياء الطاغوت اعلم؛ أن الثبات على قول كلمة الحق في وجه أولياء الطاغوت وإسماعهم ما يكرهون من التوحيد وعيب آلهتهم والبراءة منها ومن عبيدها وأولياءها وأنصارها؛ هو الأولى لمن أحب أن يكون من أنصار دين الله تعالى ومن الطائفة القائمة بدين الله تعالى الذين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله تعالى وهم كذلك، والكلام ها هنا على الدعوة والتوحيد، وليس في الاعتراف بالتفاصيل والأسماء والأمور التي تضر بإخوانك المسلمين. وقد يقال؛ أن موقف التحقيق ليس مقاماً لبيان كلمة الحق والصدع بها، فإن أولياء الطاغوت لا يريدون معرفة الحق وطلبه في هذا المقام بقدر ما يريدون معرفة توجهاتك وعقيدتك لمحاسبتك ومحاكمتك عليها. فنقول: نعم هذا حق، ومع هذا فلا مانع من أن تقع كلمة الحق في نفس أحدهم موقعاً حسناً وتهزه هزاً عنيفاً فتنفذ إلى قلبه، وعلى كل حال فالموقف في هذا المقام قد يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال. فإن كان الشخص المأسور يرى من نفسه ضعفاً وأنه لن يقدر على تبعات هذا الصدع، فله أن يكتم معتقده ويتقهم، بشرط أن لا يصرح لهم بكلمة كفر بلا إكراه حقيقي لأن كثير من الناس يتوسع في الرخصة هنا، ويتفوه بحجة الاستضعاف بكلمات كفر ما اكرهوه ولا ضربوه ولا آذوه على قولها، مع أن في المعاريض والإجابة بصيغة السؤال أو ادعاء عدم العلم أو التذرع بالخوف من الفتوى والتورع عن القول في دين الله بغير علم، أقول إن في أمثال ذلك مندوحة عن التصريح بالباطل والكفر، وتلبيس الحق به أو إظهار الرضى عن كفرياتهم وآلهتهم الباطلة من غير ما إكراه، وقد جاء في الحديث: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت). على كل حال؛ ففي كثير من البلاد لا يهمهم ما تعتقده أو تقوله وتوجهه للمحققين، بقدر ما يهمهم ما الذي قلته في الشارع أو المسجد وبحضرة الناس وسمعهم وبصرهم من سب الطاغوت والتحريض عليه، وفي بعضها لا يضرك ما تقوله في حضرة المحققين حتى توقع عليه في أوراق التحقيق، فبالإمكان قول كلمة الحق والصدع بها، وعدم التوقيع على تلكم الأوراق، وبإمكان الأخ الموحد أن يجيب بالعموم دون تخصيص طاغوت باسمه، ولكل مقام مقال ولكل بلد حال، والموحد يقدر ذلك بقدره. لكن الأولى للأخ الموحد خصوصاً إن كان ممن يتصدرون لدعوة الناس وقول كلمة الحق، أن يثبت عليه في وجه الطاغوت ولو ضرب أو أوذي وسمع منهم ما سمع، إذ هو ليس أول من سلك هذه الطريق العظيمة ولا آخرهم، وقد سبقه عليها النبيون والصديقون والشهداء، فكم أوذي الرسل حتى قتل بعضهم وكذلك الصالحون من اتباعهم حملوا على الألواح ونشروا بالمناشير فما زادهم ذلك إلا إيماناً وتسليما(9)، وقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره فنهاه فقتله)، فإياك وإرضاء الناس بسخط الله، لكن أسخط الناس في رضى الله تملك قلوبهم وتقهرهم، ويقذف الله مهابتك في صدورهم. وقد جرب ذلك كثير من إخواننا الموحدين في أحلك الظروف فما زادهم ذلك إلا احتراماً وإكباراً وإجلالاً ورهبةً في قلوب أعداء الله، وقد روى الإمام احمد وغيره عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (ألا لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهده فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق أن يقول بحق أو يذكر بعظيم). ثم لا تنس أخي الموحد؛ أن هذه المواقف يشهدها الملأ الأعلى ويسمعها ويراها الله تبارك وتعالى وتكتب، فلتسجل لنفسك موقفاً يباعدك عن أعداء الله ويقربك من سيدك ومولاك، وتباهي به يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وتلك حروب من يغب عن غمارها ليسلم يقرع بعدها سنة نادم يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه "إغاثة اللهفان": (من كيد عدو الله تعالى: أنه يخوف المؤمنين من جنده وأوليائه: فلا يجاهدونهم ولا يأمرونهم بالمعروف، ولا ينهونهم عن المنكر، وهذا من أعظم كيده بأهل الإيمان، وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عنه بهذا فقال: {إنما ذلكم الشيطان يخوف اوليائه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين}، المعنى عند جميع المفسرين: يخوفكم بأوليائه، قال قتادة: "يعظمهم في صدوركم"، ولهذا قال تبارك وتعالى: {فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} وكلما قوي إيمان العبد زال من قلبه خوف أولياء الشيطان، وكلما ضعف إيمانه قوي خوفه منهم) أهـ. نعم فإن خوف الله تعالى إذا ملأ قلب العبد لم يعد في هذا القلب مكاناً لخوف غيره سبحانه، وإذا استشعر العبد عظمة الله تعالى وأنه سبحانه ذو القوة المتين، المهيمن العزيز الجبار المتكبر، الآخذ بنواصي العباد كلهم واستحضر معيته، تحاقرت وصغرت وتضاءلت في نفسه جميع قوى الأرض ولم يعبأ بها، وإذا استحكم التوكل واليقين في صدره وعلم أن ما أخطأءه ما كان ليصيبه وما أصابه ما كان ليخطئه، وأن لو اجتمع الجن الإنس على أن يضروه، لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه؛ ثبته الله وربط على قلبه، فلو اجتمعت قوى الأرض جميعها عند ذلك ما زعزعته عن طريقه ولا ردته عن عقيدته الحقة ولما زاده ذلك إلا إيماناً وتسليماً، {الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا}. إن من أساليب الطغاة وأعداء الله في حربهم مع المؤمنين أسلوب التخويف والترهيب هذا الذي تلقوه من إمامهم الأول إبليس، فكما أنه لعنه الله يحاول دوماً تعظيم أوليائه في نفس المؤمن وتخويفه منهم لتخذيله ورده عن الحق المبين، فكذلك يفعلون، فهم يحاولون إظهار قوتهم والافتخار بجموعهم وجيوشهم وأسلحتهم ووسائل تعذيبهم وأجهزة أمنهم ومخابراتهم، ويكثرون من مدحها وتعظيمها والثناء عليها، وأنها تحيط وتعلم بكل صغيرة وكبيرة في البلد، وأنها، وأنها، كما أخبر الله تعالى عنهم في كتابه فقال: {ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد}. ومثل هذه الأساليب لا تؤثر إلا في ضعفاء الإيمان الذين لم تستحكم خشية الله وتعظيمه من قلوبهم، فهم يخشون الناس أشد من خشية الله تبارك تعالى، وخطر أمثال هؤلاء عظيم على المؤمنين لأنهم عامل تخذيل وتثبيط وإرجاف في الصف المسلم، فينبغي استبعادهم من مواقع التأثير وعدم حسابهم أو اعتبارهم والاغترار بهم عند تقييم الصفوف، قال تعالى في أمثالهم: {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم}. فالإرجاف في مثل هذه الظروف الحرجة أثره على النفوس عظيم، لأن النفوس تحتاج في مثل هذه المواقف لمن يحثها على الثبات ويربط على قلوبها بتذكيرها بمواقف المؤمنين المجاهدين والعلماء الربانيين العاملين، ولذا ذم الله تبارك وتعالى الإرجاف في مثل هذه المواطن، فقال سبحانه وتعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً}. وإنها لمواطن ومواقف عظيمة يبتلي الله بها عباده ليمحص صفوفهم فيميز الخبيث من الطيب، فقد قال تعالى بعد قوله: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم... الآية}، قال تبارك وتعالى بعدها بقليل: {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب}. فالمؤمنون الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه لا تضيرهم مثل هذه الأساليب الطاغوتية ولا تؤثر على مواقفهم أو تزعزعهم، ولا تزيدهم إلا أيماناً وثباتاً، {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم * إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين}. وكان سبحانه قد ذكر قبل هذه الآيات مواقف المنافقين في تخذيل وتخويف المؤمنين ورد عليهم في ذلك: {الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤا عن انفسكم الموت إن كنتم صادقين}. ثم ذكر سبحانه منازل الشهداء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ليدل المؤمنين على طريقهم ويحببهم ويرغبهم بها، فقال تبارك وتعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموتا بل أحياء عند ربهم يرزقون... الآيات}، إلى أن قال سبحانه وتعالى: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، الآيات}. وكذلك أرشد الله تبارك وتعالى نبيه عليه الصلاة والسلام أن يقول فأمره بعدما قال تبارك وتعالى: {ويخوفونك بالذين من دونه}، قال سبحانه وتعالى بعد ذلك بقليل: {قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون}. فإذا كان كل أحد في هذا الوجود هو دون الله الذي يتوكل عليه المتوكلون، ويدخل في ذلك كله ما يخوف به المشركون المؤمنين، إذا كان كل أولئك دون الله عز وجل، فأنا وكيف يخافهم المؤمن المتوكل على الله العزيز الجبار حق توكله، وإن لنا في التاريخ لعبرة، وأعظم تاريخ هو تاريخ الأنبياء مع أقوامهم، ارجع إليه، وتأمل مواقفهم الخالدة مع أقوامهم المستكبرين، وكيف كانوا يخوفونهم بآلهتهم ويهددونهم ويتوعدونهم بعددهم وقوتهم، وانظر في المقابل، إلى مواقف الأنبياء وصلابتها، ارتو منها، وأنهل من معينها الصافي، فإن فيها والله الزاد... وأي زاد! أنظر على سبيل المثال؛ إلى نبي الله نوح في عمق الزمان، واستمع إليه وهو يخاطب قومه وحيداً فريداً لكنه يستحضر معية الله الذي يتوكل عليه ويستشعر عظمته سبحانه، فيخاطبهم ولا يخشى سلطانهم او طغيانهم فيقول {إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون}. أجمعوا أمركم وما عندكم من قوة وما لديكم من سلطان وجبروت انتم وشركاءكم الذين تعتزون بهم، ثم افعلوا ما بدا لكم دون أن تمهلونني أو تنظرونني، ولا يقول ذلك تهوراً وحماساً وعاطفة جوفاء أسرع ما تزول وتخبوا، وإنما يقوله وهو يعلم ان معه القوة التي لا تغلب، وهو يعلم ان معه الله تبارك وتعالى، ولا يستطيعون أن يمسوه بسوء ما دام متوكلا عليه معتصما بحبله المتين، إلا أن يشاء الله، فإن شاء سبحانه فليس ذلك خذلاناً لعبده ولكنه اختباراً وامتحاناً وتمحيصاً. وانظر إلى هود عليه السلام؛ كيف يقف بين قومه وحيداً فريداً وهم أعتى أهل الأرض قوة وأشرسهم بطشاً، يخوفونه بشركائهم وآلهتهم الزائفة التي يعظمونها فيقولون: {إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء}، فيقف أمامهم متوكلا على الله بثبات كثبات الجبال أو أشد. ويقول قولة المؤمن الذي لا يخشى أحداً إلا الله: {إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون * من دونه فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون * إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم}. وتأمل موقف إبراهيم خليل الرحمن؛ وهو يناظر قومه ويواجههم فيعلمهم أنه لا يبالي بهم ولا بآلهتهم الزائفة التي يخوفونه بها، فالأمن والإطمئنان والثبات إنما هو لأنصار الله الذين وحدوه حق التوحيد فلم يشركوا به شيئاً، أما المشركون فأنا ينالون الأمن والإطمئنان وقد أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً، بل أولئك ليس لهم إلا الخوف والقلق والخذلان، {وحاجه قومه قال أتحاجوني بالله وقد هداني ولا اخاف ما تشركون به إلا ان يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما أفلا تتذكرون * وكيف أخاف ما أشركتم؟ ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به سلطانا؟ فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون؟}. ويأتي الجواب حاسماً واضحاً جلياً يقرع أسماعهم كالصاعقة: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}. وانظر إلى موسى كليم الله؛ في أشد اللحظات ابتلاءً وتمحيصاً، وقد لحق به فرعون وجنوده بقوتهم وعتادهم، وهم يومها الملأ وأهل القوة والسلطان، وموسى عليه السلام في قلة مستضعفين ليس معهم من عدة ولا عتاد،وقد فروا بدينهم من الطاغوت، فصدهم البحر فلا سبيل ولا طريق، فقال أصحابه لما بصروا بفرعون مقبلاً بقوته وجمعه وسلطانه: {إنا لمدركون}. ولكن موسى عليه السلام وفي أشد المواقف وأحلك الظروف وأحسمها، يجيب بكل توكل ويقين وثبات تعجز عن مثله الراسيات الصم الصلاب: {كلا! إن معي ربي سيهدين}. فماذا كانت نتيجة استحضار معية الله تبارك وتعالى هذه، وذلك الثبات وذاك التوكل، {فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم * وأزلفنا ثم الآخرين * وأنجينا موسى ومن معه أجمعين * ثم أغرقنا الآخرين * إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم}. وانظر كذلك إلى سحرة فرعون؛ بعدما استحكم الإيمان في قلوبهم، كيف لا يعبؤون بتهديد الطاغوت وتخويفه ووعيده لهم بالعذاب الأليم، إذ يقول: {قال ءامنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاباً وأبقى}. استمع إليهم كيف يردون عليه بكل قوة وثبات وبتوكل عظيم على الله الواحد القهار، لا ترهبهم قوته التي يهددهم بها، ولا يخيفهم عذابه الذي يتوعدهم به، ولا تقلقهم سطوته أو سلطانه الذي ينتفش به، فقد استقر في قلوبهم بعد إيمانهم أن الله هو ذو القوة المتين وأن عذابه هو العذاب الأليم المقيم، وأنه تعالى صاحب السلطان القديم، فأين قوة الخالق من قوة المخلوق وأين عذاب السيد من عذاب العبيد، وأين سلطان القوي المتين من سلطان الضعفاء المهازيل، وقد كانوا من قبل يهتفون بعزة الطاغوت ويأتمرون بأمره، ولكنه الإيمان بالله تبارك وتعالى الذي يصنع المعجزات حيث وقفوا شامخين يردون على الطاغوت بكل وضوح ودون خوف أو وجل: {قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا* إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى}. والأمثلة كثير وكثير... ولقد كان خاتم الأنبياء والمرسلين مثل أعلى في هذا الباب، تأمل إليه في حديث عمرو بن العاص الذي يرويه الإمام أحمد وغيره بإسناد صحيح، تأمل موقفه وهو واقف بين جمع الكفار في مكة وقد أحاطوا به زمن الاستضعاف وأخذ رجل منهم بمجمع ردائه وهم يسألونه ويقولون: (أنت الذي تقول كذا وكذا؟)، لما كان يبلغهم عنه من عيب آلهتهم ودينهم، فيجيبهم صلوات الله وسلامه عليه بكل صراحة ووضوح ودون خوف أو وجل: (نعم، أنا الذي أقول ذلك)، ويقول قبل ذلك: (تسمعون يا معشر قريش أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح)، فتأخذ القوم كلمته حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه طائر واقع، حتى أن أشدهم في وصاةً قبل ذلك ليرفؤه بأحسن ما يجد من قول(10). وكان يثبت أصحابه بقرآن ربه الذي يتنزل عليه ويذكرهم بمواقف أهل الثبات في الأمم السابقة فيقول: (قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويشمط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله تعالى هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت فلا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم قوم تستعجلون) [رواه البخاري وغيره]. وبعد هذا كله، فإن هنالك حقيقة يجب أن لا يغفل عنها المؤمنون وأن لا تغيب عن أعينهم وأذهانهم وهي؛ أن الباطل هزيل ضعيف مهما انتفش ببهرجه او انتفخ بزخارفه، ومهما تظاهر بالقوة والمنعة والحصانة فإنه والله أحقر عند جبار السموات والأرضين من الذباب ورحم الله ابن القيم إذ يقول في نونيته: لا تخش كثرتهم فهم همج الورى وذبابه، أتخاف من ذبان؟ نعم والله إنهم كالذباب، بل أحقر من ذباب، {وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب}. وإن كان لأهل الباطل جولة وصولة، فإن للحق جولات وصولات، وقد انكشفت حقائقهم وظهر زيف قوتهم على مر التاريخ، ولكن على أيدي رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، وما ينتفش الباطل وأهله، وما يزهو ويفتخر بقوته الزائفة إلا حين يخلو الميدان من أمثال أولئك الرجال، آه... كم نحن بحاجة إلى أمثال أولئك الرجال؟ وأخيراً: فإن القرآن يلفت أنظارنا إلى مصير أولئك المعاندين من الأقوام الغابرين، الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، والذين كانوا أشد قوة وبطشاً وآثاراً في الأرض، {ألم ترى كيف فعل ربك بعاد * إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد * وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد * فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد}، {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل...}. يلفت القرآن أبصارنا ومسامعنا إلى نهايتهم ومصارعهم، وهاهي آثارهم وبيوتهم خاوية على عروشها أهلكهم الله عز وجل ونصر جنده الموحدين، فما أغنت عنهم قوتهم التي كانوا بها يفاخرون، ولا عددهم وعتادهم وجموعهم التي كانوا بها يزهون وينتفشون، أهلكهم سبحانه وما كان لهم من ولي ولا نصير، ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم، {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثاراً في الأرض فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون * فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا يستهزئون * فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين * فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون}، وبعد، فهذه حقائق جديرة بالتدبير والنظر العميق منا، من أعدائنا، لعلهم يرجعون، {ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون}. يقول العلامة أبن القيم في نونيته: يا قاعدا سارت به أنفاسه سير البريد وليس بالذملان حتى متى هذا الرقاد وقد سرى وفد المحبة مع ألي الإحسان اصدع بأمر الله لا تخش الورى في الله واخشاه تفز في أمان وانصر كتاب الله والسنن التي جاءت عن المبعوث بالقرآن واضرب بسيف الله كل معطل ضرب المجاهد فوق كل بنان واحمل بعزم الصدق حملة مخلص متجرد لله غير جبان واثبت بصبرك تحت ألوية الهدى فإذا أصبت ففي رضى الرحمن واجعل كتاب الله والسنن التي ثبتت سلاحك ثم صح بجنان من ذا يبارز فليقدم نفسه أو من يسابق يبد في الميدان واصدع بما قال الرسول ولا تخف من قلة الأنصار والاعوان فالله ناصر دينه وكتابه والله كاف عبده بأمان لا تخش من كيد العدو ومكرهم فقتالهم بالكذب والبهتان فجنود أتباع الرسول ملائك وجنودهم فعساكر الشيطان شتان بين العسكرين فمن يكن متحيراً فلينظر الفئتان واثبت وقاتل تحت رايات الهدى واصبر فنصر الله ربك دان فالله ناصر دينه وكتابه ورسوله بالعلم والسلطان والحق ركن لا يقوم لهده أحد ولو جمعت له الثقلان وإذا تكاثرت الخصوم وصيحوا فاثبت فصيحتهم كمثل دخان يرقى إلى الأوج الرفيع وبعده يهوي إلى قعر الحضيض الداني لا تخش كثرتهم فهم همج الورى وذبابه أتخاف من ذبان لا ترتض برياسة البقر التي رؤساؤها من جملة الثيران وإذا همو حملوا عليك فلا تكن فزعاً لحملتهم ولا بجبان واثبت ولا تحمل بلا جند فما هذا بمحمود لدى الشجعان هذا وإن قتال حزب الله بالأعمال لا بكتائب الشجعان والله ما فتحوا البلاد بكثرة أنا وأعداهم بلا حسبان فإذا رأيت عصابة الإسلام قد وافت عساكرها مع السلطان فهناك فاخترق الصفوف ولا تكن بالعاجز الواني ولا الفزعان والحق منصور وممتحن فلا تعجب فهذه سنة الرحمن وبذاك يظهر حزبه من حربه ولأجل ذاك الناس طائفتان ولأجل ذاك الحرب بين الرسل والكفار مذ قام الورى سجلان لكنما العقبى لأهل الحق إن فاتت هنا كانت لدى الديان تمت بحمد الله
| |
|
| |
نور الشمس المديره العامه
الجنس :
عدد المساهمات : 7841
النقاط : 1289
شكر العضو : 52
سـجل فــــي : 27/06/2009
| موضوع: رد: لا تحزن ان الله معنا الخميس سبتمبر 29, 2011 7:05 pm | |
| بارك الله فيك اخي اسد حديثة على الطرح القيم جزاك الله خيرا ووفقك | |
|
| |
نواعير الفرات نائب المدير العام
الجنس :
عدد المساهمات : 8158
النقاط : 824
شكر العضو : 22
سـجل فــــي : 11/07/2009
| موضوع: رد: لا تحزن ان الله معنا الخميس سبتمبر 29, 2011 7:32 pm | |
| بارك الله فيك اخي العزيز على الموضوع
جزاك الله خيرا
| |
|
| |
The prince منتدى الفوتوشوب
الجنس :
عدد المساهمات : 4866
النقاط : 519
شكر العضو : 14
سـجل فــــي : 25/07/2010
| موضوع: رد: لا تحزن ان الله معنا الخميس سبتمبر 29, 2011 7:40 pm | |
| جزاك الله خير الجزاء اخي شكرا للموضوع الرائع | |
|
| |
اسدحديثه عضو فضي
الجنس :
عدد المساهمات : 434
النقاط : 206
شكر العضو : 4
سـجل فــــي : 18/08/2010
| موضوع: رد: لا تحزن ان الله معنا الخميس سبتمبر 29, 2011 10:05 pm | |
| واياكم جزاكم ربي كل الخير
اسعدني تواجدكم المبارك
شكرااالكم | |
|
| |
سبع النهار عضو فضي
الجنس :
عدد المساهمات : 446
النقاط : 26
شكر العضو : 0
سـجل فــــي : 12/06/2011
| موضوع: رد: لا تحزن ان الله معنا السبت أكتوبر 08, 2011 1:56 am | |
| بارك الله فيك على الموضوع | |
|
| |
اسدحديثه عضو فضي
الجنس :
عدد المساهمات : 434
النقاط : 206
شكر العضو : 4
سـجل فــــي : 18/08/2010
| موضوع: رد: لا تحزن ان الله معنا الإثنين أكتوبر 10, 2011 6:05 pm | |
| سـررت بمروووكمـ القيم
شكرااا لكم | |
|
| |
سنفورة حديثه مشــرفه عــــامه
الجنس :
عدد المساهمات : 10603
النقاط : 1793
شكر العضو : 35
سـجل فــــي : 05/07/2009
| موضوع: رد: لا تحزن ان الله معنا الأربعاء يونيو 06, 2012 2:09 am | |
| بارك الله فيك وجزاك الله خيرا | |
|
| |
القلب الحزين مشــرف عــــــــام
الجنس :
عدد المساهمات : 11340
النقاط : 1022
شكر العضو : 7
سـجل فــــي : 20/08/2011
| موضوع: رد: لا تحزن ان الله معنا الجمعة يوليو 20, 2012 11:38 pm | |
| | |
|
| |
cute angel منتدى القصص والروايات
الجنس :
عدد المساهمات : 9748
النقاط : 1081
شكر العضو : 8
سـجل فــــي : 16/07/2011
| موضوع: رد: لا تحزن ان الله معنا السبت أغسطس 04, 2012 7:09 am | |
| بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
| |
|
| |
&الانباري& عضو ماسي
الجنس :
عدد المساهمات : 4067
النقاط : 167
شكر العضو : 4
سـجل فــــي : 11/07/2009
| موضوع: رد: لا تحزن ان الله معنا الأحد أغسطس 05, 2012 8:13 pm | |
| | |
|
| |
قطر الندى مشــرفه عــــامه
الجنس :
عدد المساهمات : 10530
النقاط : 1191
شكر العضو : 22
سـجل فــــي : 28/06/2009
| موضوع: رد: لا تحزن ان الله معنا السبت أغسطس 11, 2012 1:46 am | |
| | |
|
| |
| لا تحزن ان الله معنا | |
|